العلاج بالطاقة بدون لمس

العلاج بالطاقة بدون لمس

استيقظت من نومي على أوجاع لا يمكن احتمالها في البطن فبادرت بالاتصال بمعالجي الخاص الذي أمرني بالبقاء في السرير مسترخية مدة عشر دقائق، قبل أن تنتهي الدقائق العشر كنت في أتم العافية مستعدة للذهاب إلى عملي بل وأشعر بنشاط أكبر من المعتاد. لم يكن هذا سيناريو لفيلم خيال علمي، ولكنه حقيقة وواقع، هذا ما أخبرتني به عبير.

في عصرنا الحالي صار الخيال واقعاً والحلم حقيقة، فمن كان يتخيل أن الطبيب يمكنه أن يستغني عن سماعته، وأن الأوجاع يمكنها أن تزول وتتبخر عن بعد بل ولن نحتاج إلى تناول الأدوية ذات التأثيرات الجانبية، وفوق كل هذا لا ضرورة لخطر التعرض للأشعة أو التخدير بل ربما لن نكون بحاجة إلى مبضع الجراح ولا منظاره.

تعددت مسميات هذا العلاج، فهو حيناً علاج بالطاقة الكونية أو الحيوية، وحيناً آخر العلاج باللمسة الشافية أو المعالجة بوضع اليد، وأحياناً أخرى العلاج بالإيمان أو بتأثير شخصية المعالج، الدكتور وليد سليم، طبيب أسرة ومعالج بالطاقة من دولة الكويت الشقيقة أفادني بأن الإطار العام لهذا العلاج هو (علم الطاقة) في مقابل (الطب الحديث) وتحت علم الطاقة تندرج مدارس عديدة شرقية وغربية ولها مسميات متغايرة من مثل: علم الريكي الياباني، وعلم الشي كونج الصيني، وهو شخصياً يفضل اسم (البرانيك هيلينج) نسبة إلى البرانا ومعناها الطاقة باللغة السنسكريتية القديمة.

ولنترك المسميات والمصطلحات جانباً رغم أنها ذات أهمية لا تنكر إلا أنني هنا أفضل التركيز على جوهر هذا العلم والأسس التي يقوم عليها وقد بسّطت الدكتورة مها هاشم الخبيرة في علم الطاقة بفروعه العديدة والمتفرعة في موقعها الإليكتروني هذا المفهوم بقولها: «في هذا العلم تعلمت أماكن مراكز الطاقة الكبيرة والصغيرة في جسم الإنسان إضافة إلى تشريح الأعضاء بالتفصيل والعلاج الروحي والنفسي والدفاع عن النفس، وكذلك العلاج بالأحجار الكريمة والألوان، كل ذلك دون الحاجة إلى لمس المريض».

ولأن فكرة العلاج دون لمس ودون أدوية كيميائية ولا حقن، ودون وسيلة علاج مباشرة تتصل بجسم الإنسان كانت غريبة عليّ فقد قصدت السيدة مارجريت المعالجة بالطاقة في مركز سينيرجيك ؟ دبي حيث أشارت إلى أنها حين تعالج بالطاقة لا تتعامل مع الجسد إنما مع هالة تحيط بالجسد، وهي حين تعالج كف اليد المصابة فإنها تعالج الهالة فقط لأن هذه الهالة إنما تعكس حالة الجسد ليس إلا.

وأضافت بأنها إذ تعالج هذه الهالة فإنها تستحضر الطاقة الكونية الموجبة، وبعد أن تنزع الطاقة السلبية من الهالة تضع فيها الطاقة الموجبة، أما عن الطاقة السلبية فهي بالطبع يجب أن تتخلص منها في طبق مملوء بالماء المملح، وهذا الماء يعمل عمل البحر حيث يذيب الملح الشوائب ويعقم ما بداخله.

ولمعرفة حقيقة هذه الهالة وحالاتها التقيت الدكتور فادي الكيالي ؟ طبيب عيون ومدير مركز العلاج بالطاقة الكونية في الأردن، والذي أفادني وشرح لي بإسهاب بأن «الهالة التي تحيط بالإنسان تغلفه تماماً، وهي تختلف حجماً وسطوعاً من شخص لآخر كل بحسب إيمانه وقربه من الله، فهي عند الأنبياء والأتقياء والمتطورين روحياً أقوى منها عند البشر العاديين حتى تنتهي إلى أناس تغلف الظلمة أرواحهم وأشباحهم وعقولهم وقلوبهم، هذا والهالة الإنسانية تتفاعل مع هالات الحيوانات والنباتات والماء، ومع سائر حقول الطاقة في الكون».

وقد توصل العلماء إلى طريقة لتصوير جسم الإنسان بكاميرات تظهر هذه الهالة وألوانها. وأضاف بأنه في «عام 1936-1939 م تمكن العالم الروسي سيمون كيرليان من اختراع آلة تصوير استطاع من خلالها تصوير الحقل الكهرومغناطيسي (الحقل الطاقي) حول الإنسان لأول مرة، و استطاع أيضاً أن يصور مراكز الطاقة التابعة لهذا المجال الطاقي المحيط بجسم الإنسان».

السيد براكاش مدير مركز العلاج بالطاقة في دبي ومنظم التجمع العالمي لكبار معالجي الطاقة بدا عليه الفخر وهو يخبرني بأنه من بين 150 مشاركاً في التجمع هناك 12 طبيباً حضروا من دول مختلفة عربية كالإمارات، البحرين، سلطنة عمان، السعودية، الكويت، الأردن، سوريا، لبنان، مصر، وبعضها غير عربي كالولايات المتحدة الأمريكية، نيجيريا، إسبانيا، الهند والفلبين وغيرها، وقد اجتمعوا على مدى ثلاثة أيام كي يتلقوا تدريبات مكثفة في مجال علم الطاقة، رغم أنهم ينتمون إلى مهن متعددة فمنهم التاجر ومدير المصنع، وربة البيت، والأستاذ الجامعي ومنهم الفنان، اجتمعوا على الاقتناع بعلم الطاقة، وما جلبته لهم من نفع في حياتهم الخاصة.

فالفنانة سينثيا كابرياتا من البيرو لاحظت بأنها من خلال دورات الطاقة أصبحت أكثر تركيزاً وأشد إلهاما وتحديداً للهدف الذي تريده، وأضاف براكاش «إننا جميعاً كمعالجين بالطاقة لا نخسر شيئاً إنما نكسب، لأننا نخفف معاناة الناس ونتمنى للعالم السلام والمودة والوئام، ولهذا تعود علينا معالجة الناس بالنفع حالها كحال الزكاة تنمي المال ولا تنقصه».

وكأي ملتقيً أو مؤتمر آخر يتم بيع بعض الكتب أو أدوات المهنة على هامشه، أما أدوات هذه المهنة كما بدت لي فهي مسابح غريبة تتباين أعداد وأنواع خرزاتها وأشكالها وألوانها، إضافة إلى أهرام صغيرة بدا لي أنها من الرخام أو ما شابه، وكان على الطاولة نفسها أصابع كريستالية بألوان مختلفة، وريش طاووس، وبندول رقّاص مربوط بسلسلة ذهبية.

وهناك الأساور وقطع المجوهرات والقلائد على مختلف الأشكال، أخبرني البائع وهو الدكتور براديب باتا - صاحب عمل حر وتاجر أحجار كريمة ومعالج بالريفلكسولوجي ؟ علم الانعكاسات ؟ أخبرني بأن الأحجار الكريمة تعمل على تجميع الطاقة من الكون وتوجهها للابسها وعليه فلا ينبغي لأي كان أن يلبس الألماس مطعما بحجر آخر، أو خاتماً يزينه حجر أحمر لكل المناسبات، فالكوارتس الشفاف يجلب للابسه التركيز والإيجابية، أما الكوارتس الزهري اللون فهو للحب والسعادة، بينما الأماتيست البنفسجي يشجع على التخلي عن العادات السيئة كالتدخين أو شرب الكحول، وحجر الجيد الأخضر يفيد الصحة العامة للرجال بينما حجر الكورنيليوم الأرجواني يفيد النساء، ومجموعة الأحجار الكريمة كلها في طبق داخل البيت تجلب الثراء، وريش الطاووس يوزع الطاقة في أنحاء المنزل بشكل متساوٍ.

كنت جريئة بما يكفي لألجأ إلى معالجة بالطاقة هي سوريانا محمود مدربة وتمارس العلاج بالطاقة إلى جانب عملها كمذيعة راديو، وسألتها أن تقوم بمسح لهالتي التي تعكس حالة جسدي فطلبت مني أن أخلع قطع المجوهرات التي ألبسها وأمرتني بالجلوس بطريقة مريحة، وبدأت تتلو بعض الكلمات وتلوح بذراعيها ما وسعها الجهد وكأنها تغزل مسارات الطاقة غزلاً وأمرتني أن أغلق عيني، ولتطمئن نفسي المتوترة أخبرتني بأنه يمكنني أن أقرا الفاتحة والمعوذات وآية الكرسي ريثما تنتهي هي من عملها كي أكون أكثر هدوءاً، بعد أن قامت بالمسح لكل جزء من جسدي أخبرتني بتقرير مفصل عن مواطن الألم والضعف في جسدي وكان مسحها مقارباً إلى حد كبير لما أعانيه.

المتحدث الرئيس في التجمع هو الماستر الدكتور جلين مندوزا ؟ طبيب أطفال في نيوويورك ومدير مركز للعلاج بالطاقة أيضاً، لم يكن من السهل مقابلته حيث يعامله الجميع باحترام ويحيونه بتحية صينية، وهي إطباق الكفين ووضعهما معا تحت الذقن مع انحناء الجذع بكامله، استطعت أن أحظى بمقابلته لبعض الوقت، وقد أوضح لي بأن العلاقة بين علم الطاقة و الطب هي أن علم الطاقة في الولايات المتحدة الآن هو الطب التكميلي أو البديل بينما في دول شرق آسيا فهو الطب التقليدي، وفي أمريكا الجنوبية وتحديداً كولومبيا هناك أقسام للعلاج بالطاقة في بعض المستشفيات الحكومية يقوم الطبيب بالتدرب فيها لمدة عامين بعد التخرج مثله كمثل أي تخصص طبي آخر كطب العيون أوالعظام وغيرها، وكذلك الحال في الهند، وأخبرني وهو يضحك بشدة بأن أقسام العلاج بالطاقة قبل ثماني سنوات كانت ترسل إليه الحالات التي لا يرجى شفاؤها طبياً، وبعد أن كان هؤلاء يتماثلون للشفاء ويعودون إلى ممارسة حياتهم الاعتيادية توجهت الأنظار نحو العلاج بالطاقة وبدأ الاهتمام في هذا الفرع من العلوم وبانتظار أن يعترف به فرع من فروع الطب.

وعن علاقة معالجي الطاقة بالأطباء أشار هايك جاعلانيان مدير مركز علاج بالطاقة في حلب- سوريا بأن بعض الأطباء لديهم اقتناع بعلم الطاقة بينما البعض الآخر يشعر بالانزعاج إذا ما صرح المريض بانه قصد معالجاً بالطاقة وخفت آلامه من أول جلسة، وأوضح بأنه رغم أنه معالج بالطاقة إلا أنه شخصياً يتوجه للطبيب في حالات كثيرة، فالطاقة تعالج الهالة والطبيب يعالج الجسد ولا تعارض بينهما إطلاقاً، إنما هما مكملان لبعضهما.

أما الحالات المرضية التي تم شفاؤها فكل معالج يسرد قائمة من الحالات التي عالجها، وتم شفاؤها وتراوحت بين شلل الأطفال والأمراض الجلدية، حتى أمراض العمود الفقري والديسك والأمراض الباطنية.

بقي أن أشير إلى أن قوانين وزارة الصحة في دولة الإمارات لا تعنى بأي طب بديل ولا تكميلي ولا تعترف إلا بالطب الحديث، أما المراكز التي تعمل في مجال الطاقة فتلجأ إلى وزارات أخرى تعترف بعملها وتشرف عليها.